يرجى الأخذ بالعلم بأن هذا المستند غير رسمى
دائرة الأمم المتحدة للإعلام في فيينا/1137
١٤ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢١
للرّياضة القدرة على الإلهام والتوحيد، إنّما هي مهدّدة من الفساد المتفشّي والجريمة الّذين يسبّبان تخفيض مساهمتها الإيجابيّة في المجتمع وفي حياتنا. فمصداقيّة الرّياضة على المحكّ ما لم تبذل الجهود لمكافحة الرّهانات غير القانونيّة، والتّلاعب بالمسابقات، وسوء التّعاطي في الرّياضة، والفساد فس الأحداث الرّياضيّة الرّئيسيّة، وتورّط الجريمة المنظّمة في الرّياضة، وغيرها من الأنشطة غير المشروعة.
إلاّ أنّ الفساد في الرّياضة ليس بجديد. فقد ظهرت الأنشطة الإحتياليّة في المسابقات والمؤسّسات الرّياضيّة منذ الألعاب الأولمبيّة القديمة وازدادت الأنشطة الإجراميّة بشكل ملحوظ في العقدين الماضيين. أدّى النموّ السريع للرّهانات الرّياضيّة القانونيّة وغير القانونيّة إلى جانب التقدّم التكنولوجي إلى تغيير طريقة لعب الرّياضة واستهلاكها، الأمر الّذي أدّى إلى جذب المجرمين أكثر فأكثر.
إنّ الإعلان السياسي للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في دورتها الخاصّة لمكافحة الفساد والّتي عقدت في وقت سابق من هذا العامّ، قد أبرز حاجة المنظّمات الرّياضيّة والمنظّمات الدّوليّة والإقليميّة والأشخاص المكلّفين لتنفيذ القانون إلى التّعاون سويّا لمكافحة الفساد بشكل فعّال.
يقدّم مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة (UNODC) المساعدة من خلال برنامجه الخاصّ بحماية الرّياضة من الفساد والجريمة، ويعدّ هذا البرنامج ركيزة أساسيّة في برنامجه العالمي لمكافحة الفساد. يقدّم هذا البرنامج الدّعم للحكومات والمنظّمات الرّياضيّة والأطراف المعنيّة لمعالجة مشكلة الفساد والجريمة في الرّياضة.
شهد المجال الرّياضي العديد من فضائح الفساد البارزة ممّا انتج دفعا متزايدا للعمل على معالجة المشكلة. يتّضح هذا من خلال تبنّي مجموعة العشرين في شهر تشرين الأوّل/أوكتوبر من هذا العامّ مبادئ عالية المستوى تتعلّق بمعالجة الفساد في الرّياضة.
المنافسة العادلة مقابل المناورة والتلاعب بنتائج المباريات
يشكّل التلاعب بالمسابقات الرياضيّة والرّهانات غير القانونيّة المرافقة لها، تهديدا خطيرا لنزاهة الرّياضة وعمليّة تجاريّة ضخمة عابرة للحدود مع ما يصل إلى 1.7 تريليون دولار أميركي سنويّا يقدّر أنّه يتمّ المراهنة عليها في أسواق المراهنات غير الشّرعيّة.
إنّ النّطاق المالي يجعل من المراهنات غير القانونيّة الدّافع الرّئيسي للفساد في الرّياضة ومسار رئيسي ومهمّ لعمليّات غسيل الأموال. وقد أتت جائحة الكوفيد-19 لتزيد من عوامل الخطر.
كما ويتزايد استهداف الرّياضات الشبابيّة والمسابقات شبه الإحترافيّة والرّياضات النّسائيّة بسبب قلّة أو عدم وجود مراقبة للرّهانات ويصعب بذلك اكتشاف التلاعب الحاصل.
إنّ انتشار المقامرة عبر الإنترنت وكذلك ازدهار العملات المشفّرة إلى جانب العديد من عمليّات المراهنة غير القانونيّة والعابرة للحدود يشكّل تحدّيا. فيمكن للمشغّلين غير الشرعيّين استغلال المشهد التشريعي الوطني المتفاوت في حين أنّه قد يوفّر الإنترنت وكذلك العملات المشفّرة نسبة أكبر من السريّة.
تعمل الحكومات والهيئات الرّياضيّة على معالجة هذه المخاطر وتخفيضها. تتعاون عمليّات المراهنات الرّياضيّة الرّئيسيّة، وجمعيّات صناعة المراهنات وشركات المراقبة فيما بينها وتتبادل بيانات المراهنات وتنبيهات المراهنات المشبوهة مع المنظّمات الرّياضيّة.
التّقرير العالمي حول حماية الرّياضة من الفساد
إنّ التّقرير العالمي لمكتب الأمم المتّحدة المعنيّ بالمخدّرات والجريمة حول الفساد في الرّياضة يظهر لأوّل مرّة حجم، ونطاق وتعقيد الفساد والشبكات الإجراميّة في الرّياضة الوطنيّة والدّوليّة.
تمّ إطلاق التّقرير العالمي ليتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الفساد في 9 كانون الأوّل/ ديسمبر وهو يرصد تهديدات الفساد الّتي تواجه الرّياضة، ويحلّل اتّجاهات ممارسات الفساد في الرّياضة، ويبحث في المبادرات القائمة والممارسات الجيّدة، وكيفيّة استخدام الأطر القانونيّة لمعالجة المشكلة. ساهم في إعداد التقرير ما يقارب من 200 خبير من الحكومات والمنظّمات الرّياضيّة والقطاع الخاصّ والأوساط الأكاديميّة، ويعدّ هذا التقرير الأكثر تعمّقا من نوعه حتّى الآن ويحدّد سلسلة من الإيجابات المحتملة.
يظهر التقرير العالمي الحاجة الملحّة لتقوية وتعزيز الأطر القانونيّة، وتطوير ووضع السياسات، وزيادة التعاون، وتعزيز فهم التّرابط بين الفساد والجريمة المنظّمة في الرّياضة، وتطوير قدرات الكيانات الحكوميّة والمنظّمات الرياضيّة المختصّة.
ما هي التّدابير الّذي اتّخذها مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة حيال ذلك؟
من خلال برنامجه المتعلّق بحماية الرّياضة من الفساد والجريمة، قدّم مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة (UNODC) أكثر من 150 نشاطا بما في ذلك زيادة الوعي، وبناء القدرات والمساعدة الفنيّة، لأكثر من 7500 مستفيد مباشر من أكثر من 130 دولة منذ عامّ 2017.
هذا البرنامج يحظى بدعم ماليّ من حكومتي النرويج والإتّحاد الرّوسي وكذلك من اللّجنة الأولمبيّة الدّوليّة والمفوّضيّة الأوروبيّة.
يعزّز مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة فهم المشكلة وما يجب القيام به حيالها من خلال البحث والتّحليل. لقد تكلّمت المنشورات الحديثة عن ردود الرّياضة فيما خصّ الوباء وقدّمت لمحة عامّة عن القوانين والمعايير المتعلّقة بمعالجة مشكلة الرّشوة في الرّياضة.
لقد وسّع هذه السنة مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة شراكته مع اللّجنة الأولمبيّة الدّوليّة (IOC) لتعزيز أكثر فأكثر التّعاون في مكافحة الفساد. تشدّد الإتّفاقيّة على منع جرائم الشباب، والعنف وتعاطي المخدّرات من خلال الرّياضة. كما تدعم مختلف النشاطات الّتي تهدف إلى تعزيز مساهمة الرّياضة في تحقيق أهداف التّنمية المستدامة وترويج الرّياضة من أجل التنمية والسلام، وذلك من خلال أيضا الألعاب الأولمبيّة والألعاب الخاصّة بذوي الإحتياجات الخاصّة.
بالإضافة إلى ذلك، لقد تضافر مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة الجهود مع الهيئة الحاكمة لكرة القدم العالميّة، الإتّحاد الدّولي لكرة القدم (الفيفا)، بهدف تشجيع اللاعبين والأندية والمدرّبين والمسؤولين على التّحدّث علنا وبكلّ جرأة ضدّ التلاعب بنتائج المباريات ونشر الوعي حول منصّات التقارير السريّة الخاصّة بالفيفا.
إنّ مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة يدعم أيضا تطوير برنامج النّزاهة العالمي الخاصّ بالفيفا والّذي يزوّد جمعيّات الأعضاء بالموارد المناسبة لمعالجة مشكلة التلاعب بالمباريات. كما وقد قدّم مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة تدريبا لأربعة من أصل ستّة اتّحادات قاريّة الّتي تغطّي إفريقيا، وآسيا، وأميركا الشماليّة والوسطى والجنوبيّة ومنطقة البحر الكاريبي.
ما هي الإجراءات الّتي يجب اتّخاذها
تطوّرت الرّياضة من حيث الإحترافيّة، والعولمة، وسهولة المنال ونتيجة لذلك، فقد تطوّرت أيضا أنواع وحجم الفساد الّذي يؤثّر على الرّياضة. لذلك يجب تعزيز الأطر القانونيّة، والسياسيّة والمؤسّساتيّة من أجل الإبلاغ عن الفساد ومنع حصوله.
سيكون التّعاون الوطني بين أجهزة تنفيذ القانون، وسلطات العدالة الجنائيّة، والمنظّمات الرّياضيّة أكثر فعاليّة، كما وتكون زيادة تبادل المعلومات أمرا مهمّا للغاية من أجل الكشف عن الفساد في الرياضة والإبلاغ عنه ومنع بذلك التلاعب بالمسابقات.
من المهمّ جدّا أن يبلّغ الرّياضيّون وغيرهم من الأشخاص عن الأساليب المستخدمة من قبل الّذين يتلاعبون في المباراة، من خلال آليّات مفتوحة وسريّة وبطريقة متخفّية. وقد يصاب هؤلاء الأشخاص المحتملين الّذين بلّغوا عن المخالفات بالإحباط أو يشعروا بالخوف من الإنتقام أو الإعتقاد بأنّ ذلك لن يحدث فرقا.
يلتزم الصحفيّون الإستقصائيّون بشكل متزايد في فضح الفساد في الرّياضة إلاّ أنّهم غالبا ما يواجهون الترهيب، ومحاولات إضعاف مصداقيّتهم المهنيّة وحتّى أنّهم قد يتلقّوا تهديدات لحياتهم. يجب اتّخاذ إجراءات وتدابير لتشجيع وسائل الإعلام المستقلّة والصّحافة الإستقصائيّة.
يعتبر الفساد في الرّياضة مسألة عامّة حيث تستثمر البلدان في الرياضة وتروّج لفوائدها الصحيّة والتعليميّة والإجتماعيّة. يجب على الحكومات والمنظّمات الرياضيّة كما الرياضيّين أن يلتزموا بتطوير وتنفيذ سياسات شاملة لمكافحة الفساد في الرياضة وذلك لضمان أن تبقى قوّة من أجل إحقاق السلام والتنمية.
وضع نزاهة الرياضة في قلب التعافي من الوباء هو أمر أساسي لضمان خروج الرياضة - كما المجتمع - من هذا التحدّي بأكبر قدر ممكن من القوّة.
* *** *
مزيد من المعلومات لوسائل الإعلام
الموقع الإلكتروني للمؤتمر الخاص بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)
موقع المؤتمر الإلكتروني للبلد المضيف
سيكون البث الشبكي للجلسات العامة متاحًا باللغات العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية بالإضافة إلى اللغة المستخدمة في قاعة المؤتمر
لمزيدٍ من المعلومات، الرجاء الإتصال بـ:
مارتن نيزيركي،
المتحدّث الرسمي لمؤتمر الدول الأطراف 9
خلوي: (+43-699) 1459-5676
البريد الإلكتروني: martin.nesirky[at]un.org
صونيا يى
كاتبة خطابات و متحدثة رسمية لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات و الجريمة
خليوي: (+43-699) 1459-4990
البريد الإلكتروني: sonya.yee[at]un.org
تابعوا @UNODC و@UN_Vienna على تويتر و@unitednationsvienna على انستاغرام لمزيد من المستجدات حول الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد